تسعى الهند لتحقيق 500 غيغاوات من القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بحلول عام 2030، كما يقول رئيس الوزراء ناريندرا مودي
في إطار عرض ثورة الهند في مجال الطاقة المتجددة، أقام رئيس الوزراء ناريندرا مودي الاجتماع والمعرض العالمي الرابع لمستثمري الطاقة المتجددة (RE-INVEST) في معبد ماهاتما، غاندي ناغار يوم الاثنين (16 سبتمبر 2024). الحدث الذي يمتد لثلاثة أيام يضمن التأكيد على التقدم الكبير الذي حققته الهند في مجال الطاقة المتجددة وأهدافها الطموحة نحو مستقبل أخضر مستدام.
مع أكثر من 200 غيغاواط من القدرة المثبتة غير المستندة إلى الوقود الأحفوري التي تحققت بالفعل، هناك سبب للاحتفال بموقع الهند كقائد عالمي في مجال الطاقة المتجددة.
في الوقت الذي يركز فيه العالم على حلول الطاقة المستدامة، أبرز رئيس الوزراء مودي قيادة الهند في مجال الطاقة الخضراء. "المستقبل الأخضر وصفر النت كانتا هما التزامات الهند"، أدخل مشروع رئيس الوزراء سوريا غار مفت بيجلي يوجهانا، مبادرة جريئة لتحويل كل منزل في الهند إلى منتج للطاقة من خلال التثبيتات الشمسية على السطح. أكثر من 1.3 كرور من الأسر سجلت بالفعل في المخطط، مع استكمال 3.25 لاكه من منازل التثبيت. من المتوقع أن تولد هذه المبادرة فرصاً كبيرة للتوظيف، حيث يتوقع حوالي 20 لاكه من الوظائف.
'حلول هندية لتطبيقات عالمية'
ليست جهود الهند محدودة بالتطوير المحلي فحسب، بل أكد رئيس الوزراء على أهمية الحلول الهندية للتطبيقات العالمية بالقول: "تفتح تنوع الهند ومقياسها وقدراتها وإمكاناتها وأدائها المجال أمام الحلول الهندية للتطبيقات العالمية."
خلال خطابه، أكد رئيس الوزراء مودي على الدور الحاسم للهند في قطاع الطاقة المتجددة العالمي، معتبرًا أن "الهند هي الرهان الأفضل في القرن الحادي والعشرين". وأشاد بأنجازات الهند الرائعة، مشيرًا إلى أن البلاد قد أدركت بالفعل التزاماتها بموجب اتفاقية باريس بشأن المناخ قبل تسع سنوات من الموعد المحدد، لتصبح الهند أول دولة في مجموعة العشرين تفعل ذلك.
تقدم الهند الملحوظ في مجال الطاقة المتجدد كان محورًا رئيسيًا للحدث. لاحظ رئيس الوزراء مودي أن الهند تسعى إلى تحقيق 500 غيغاواط من القدرة على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. كما تتصدر البلاد القطاعات المبتكرة مثل الهيدروجين الأخضر، مع إطلاق بعثة الهيدروجين الأخضر بقيمة 20,000 كرور روبية. علاوة على ذلك، تروج البلاد مشروعات الطاقة من النفايات وتتجه نحو مقاربة اقتصاد دائري للمعادن الحيوية، لضمان انتقال طاقة مستدام وصديق للبيئة.
أبرز خطاب رئيس الوزراء الثورة الجارية في الهند في مجال الطاقة الخضراء، ولا سيما تحويل مودهيرا إلى أول قرية طاقة شمسية في البلاد. وهذا جزء من حملة أكبر لتحويل المزيد من القرى إلى مجتمعات تعمل بالطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المدينة القديمة أيوديا، التي يتم تطويرها كمدينة نموذجية تعمل بالطاقة الشمسية. أكد مودي أن مستقبل استراتيجية الهند في مجال الطاقة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتراثها، مشيرًا إلى أن الطاقة الشمسية ستلعب دورًا حيويًا في المستقبل الاقتصادي والبيئي للبلاد.
أيضا عكس خطابه تطلعات مواطني الهند. وأرجع إعادة انتخاب حكومته إلى ثقة 140 كرور من مواطني الهند، مشيرًا إلى أن الشباب والنساء في البلاد يدفعون البلاد إلى الأمام. "سيكون الفصل الثالث من حكومة الهند ضماناً لحياة كريمة للفقراء، الداليت، والمحرومين"، على حد تعبيره، مضيفًا أن الهند على الطريق لتصبح الاقتصاد الثالث في العالم.
شدد رئيس الوزراء على الإجراءات التحويلية السريعة للحكومة خلال الـ 100 يوم الأولى من فترتها، والتي تضمنت خططًا لبناء 7 كرو جناح، وإطلاق 12 مدينة صناعية جديدة، وتوسيع الموبيليات الإلكترونية، وإدخال قطارات فقيه بحرات عالية السرعة. كما أشار إلى بدء تنفيذ نظام تمويل فجوة القدرة على العمل للطاقة الرياح البحرية، بقيمة 7000 كرو روبي، و خطة لإنتاج 31,000 ميغاواط من الطاقة الهيدروكهربائية بمستثمرات تقدر بـ 12,000 كرو روبي.
تعزيز التعاون العالمي في مجال الطاقة المتجددة
تم تصميم قمة RE-INVEST لتعزيز التعاون العالمي. الدول الشريكة مثل ألمانيا وأستراليا والدانمرك والنرويج تشارك في الحدث، بجانب الولايات الهندية الرئيسية مثل جوجارات وأندرا براديش وكارناتاكا وماهاراشترا وأوتر براديش. جوجارات لديها تراث غني في مجال بدء مبادرات الطاقة المتجددة، حيث كانت أول ولاية في الهند تقيم سياستها الشمسية الخاصة.
ستوفر القمة منصة للكرام، وقادة الصناعة، وأصحاب السياسات، والمبتكرين لمناقشة وعرض أحدث التكنولوجيات، مع حضور أكثر من 25،000 مندوب من جميع أنحاء العالم.
المعرض المصاحب للقمة سيعرض أحدث الابتكارات في تكنولوجيا الطاقة المتجددة. ستعرض الشركات من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الشركات الناشئة، حلولها الموجهة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العالم مع تقليل الأثر البيئي.
رؤية رئيس الوزراء مودي لمستقبل الطاقة المتجددة في الهند طموحة ونظرية للمستقبل. لقد أكد أن الطريق الذي تسير عليه الهند لتصبح أمة متقدمة بحلول عام 2047 مرتبط بشكل كبير بتعهداتها بشأن الطاقة المتجددة. حدد رئيس الوزراء النهج الشامل للهند، الذي يتضمن الطاقة الشمسية والطاقة الرياح والطاقة النووية والطاقة الهيدروليكية كمكونات مركزية لاستراتيجيتها الطاقية.
مبادرات الحكومة لترويج الطاقة المتجددة وتشجيع الاستثمار في القطاع تخلق فرصًا هائلة للمستثمرين المحليين والدوليين. دعا رئيس الوزراء مودي المستثمرين العالميين للمشاركة في تحول الهند الأخضر، مع دعمهم بأن الهند تقدم "ضمان التوسع والعوائد الأفضل."